تستعد قصبة بني عمار بإقليم مكناس، الشهر المقبل، لاحتضان الدورة الثانية عشرة من “مهرجان بني عمار زرهون”، الشهير بـ”فيستي باز” والمخصص للاحتفاء بالحمار، وذلك تحت شعار “خدوم وفي فانصفوه”.
التظاهرة التي تنظمها “جمعية إقلاع للتنمية المتكاملة”، بدعم من عدة جهات من بينها وزارة الثقافة والاتصال، ووزارة السياحة، ومسرح محمد الخامس، وجمعية الرفق بالحيوان والمحافظة على الطبيعة، ستعرف تنظيم عدد من الأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية والبيئية، بما فيها محاضرة لوزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، وتكريم قيدوم مجموعة “ناس الغيوان”، عمر السيد، ورسم جداريات في أماكن محددة من القصبة.
وحسب المنظمين، فإن “تيمة المهرجان ستكون حاضرة بقوة”، إذ “بالإضافة إلى الشعار الذي يبعث رسالة من أجل إنصاف هذا الكائن الخدوم والذكي والجميل سنحتفي برواية الأديب والمفكر حسن أوريد “سيرة حمار”، كما أن القراءات الشعرية ستنحو نفس المنحى وستتمحور حول “مدح الحمار” بمشاركة عدد من الشعراء المهتمين”، يقول بلاغ التظاهرة.
كما سيعرف المهرجان تنظيم “كرنفال الحمير” الشهير، الذي يتضمن ثلاث مسابقات خاصة بالحمير، هي سباق السرعة وسباق النجوم ومسابقة لاختيار ملكة جمال الأتان.
وقد فتحت الجمعية المنظمة باب الترشح للمسابقات وفرضت عدة شروط للمشاركة، من أهمها بالنسبة للأشخاص الذين سيشاركون في السباق “أن لا يقل سن المترشح عن 18 سنة قبل تاريخ السباق” و”أن لا يسجل عليه أي تعامل سيء وعنيف مع الحمير” و”أن لا يستخدم المترشح أية وسيلة غير قانونية للتأهل والفوز بالسباق، مثل المنغاز أو العصا أو أي مادة أخرى تشكل ضررا على الحمار”.
ومن بين شروط المشاركة في سباق السرعة أيضا “أن لا يحمل الحمار المرشح أي آثار للعنف أو الاستغلال المفرط على جسده” و”أن يلتزم من فاز بالسباق، بحفظ حقوق الحمار الفائز، وتخصيص حصة الشعير الفائز بها له فقط، وتخصيص جزء من الجائزة المالية للعناية به”.
ويعتبر مهرجان “فيستي باز” الذي تأسس عام 2001، والذي تم تسجيله السنة الماضية من طرف وزارة الثقافة والاتصال تراثا وطنيا لاماديا، الوحيد من نوعه في المغرب.
وعن فكرة تأسيسه، يقول مديره، الشاعر محمد بلمو، إنه وعدد من أبناء قصبة بني عمار كانوا ينظمون عددا من الأنشطة في القرية، قبل أن تتبلور فكرة تنظيم هذا المهرجان “بتنسيق مع المركز الثقافي الفارابي بهولندا الذي كان يترأسه صديق من القرية هو حسن بلغازي”.
وعن اختيار الحمار تحديدا للاحتفاء به دونا عن أي حيوان آخر، يوضح بلمو في تصريح لـ”اصوات مغاربية” أن “الحمار حاضر بشكل يومي في مختلف أنشطة القرية ويقوم بدور أساسي في منطقة زرهون ويلعب دورا مهما في اقتصادها” ومن ثمة كان “من الضروري الاعتراف بدوره” والاحتفاء به من خلال هذه التظاهرة.
وتأتي الدورة الثانية عشرة من هذا المهرجان والمرتقبة خلال الفترة بين 25 و28 يوليو القادم، بعد توقف لنحو ست سنوات، ذلك أن آخر دورة له تعود لعام 2013.
بلمو يفسر هذا التوقف بـ”مواجهة صعوبة في تمويل التظاهرة” إلى جانب الرغبة في “تقييم الدورات السابقة”، ومع ذلك يشير المتحدث إلى أنه رغم هذا التوقف منذ 2013، إلا أن المهرجان “حصل على جائزة عالمية للخيول من جنيف سنة 2014” كما “تم تسجيله السنة الماضية كتراث وطني لامادي”.
المصدر: أصوات مغاربية