في افتتاح الدورة 12 لمهرجان بني عمار زرهون
حضرات السيدات والسادة
حضرات السيدات والسادة
أود في افتتاح الدورة الثانية عشرة لمهرجان بني عمار زرهون، أن أعرب عن السعادة التي تغمرنا ونحن نشاهد هذه التظاهرة تضمن استمرارها أولا، وتشق طريقها نحو الإشعاع والتميز ثانيا. وإذ أنوه بجهود المنظمين وأرحب بكل المشاركين والحاضرين، فإني أود الإعراب عن الشكر العميق، لكل الذين أخلصوا لهذه التظاهرة، وواكبوها من النشأة المحلية إلى التميز الوطني والإشعاع الذي تجاوز الحدود.
إن اشتغال هذا المهرجان على أبعاد راقية بخلفية تنموية، يجعله حاضنا لعناصر الجذب والتعاطف. ذلك أن احتفاءه بحيوان نبيل رافق الانسان في مسيرته الوجودية، بكثير من نكران الذات الذي يقابله الجحود والتحقير في التمثُّل والمعاملة، يجعلنا في مواجهة سؤال أخلاقي يدعونا بصوت مرتفع إلى إعادة تشكيل الذات وتصحيح المفاهيم. إن فهم الأشياء فهما سليما هو الذي يجعل الانسان في تناغم مع كل كائنات الطبيعة، لتشكيل ذلك الكُلّ الضامن لاستمرار الحياة. وإذ يشكل هذا الحيوان نموذجا للبراكماتية التنموية، فإن بيئته القروية تشكل تحديا حقيقيا في السياسات التنموية. إن العالم القروي يشكل امتدادا جغرافيا وديمغرافيا شاسعا وبالتالي يجب أن يحاط بعناية فائقة في الحسابات التنموية.
لكل هذه الاعتبارات العامة والخاصة، لم تدخر وزارة الثقافة والاتصال جهدا في دعم هذه التظاهرة ضمن توجه يستهدف العناية بالعالم القروي وتمكينه بشكل تدريجي من التجهيزات الثقافية والفنية الضرورية. ذلك أن الحق في الولوج إلى الثقافة هو حق من حقوق الانسان سواء كان مقيما في المجال الحضري أو القروي.لقد اقتضى التوازن بين المجالين، تدارك النقص المسجل في التجهيز الثقافي للعالم القروي وذلك برفع حصة التجهيزات والبرامج الثقافية الموجهة إلى هذا المجال الشاسع. وهكذا فقد تم إنجاز العديد من البنيات الثقافية التحتية بالعالم القروي، إلى جانب برامج ثقافية لا يتسع المجال لذكرها، فضلا عن دعم المشاريع والتظاهرات التي ينظمها المجتمع المدني بالعالم القروي، مثل المهرجان الذي يجمعنا اليوم. وعلى سبيل الذكر، فقد برمجت ميزانية قطاع الثقافة لسنة 2019، ثلاثين مركزا ثقافيا للقرب خاصة في العالم القروي، وهو رقم كاف لإعطاء صورة عن التقدم الهائل الذي أصبح العالم القروي يُحرِزُه في الاستفادة من التجهيز الثقافي العمومي.
لابد إذن من التنويه بهذا المهرجان، والإشادة ببرنامجه الغني وبما يحمله من إحالات إلى قيم التعايش الطبيعي والبيئي الضرورية لاستمرار الوجود.أجدد لكم الشكر جميعا، مع تقدير خاص لساكنة المنطقة، وجمهور هذا المهرجان الذي نرجو له مزيدا من التوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.