الرباط – «القدس العربي»: مرة أخرى لم يخيّب الدعم الهزيل ظنّ المتتبعين من مثقفين وشعراء وفنانين وإعلاميين، وتسبب مجددا في تأجيل الدورة 13 من مهرجان بني عمار (القريبة من مدينة زرهون وسط المغرب) إلى الربيع المقبل.
بيان «جمعية إقلاع للتنمية المتكاملة»، الذي صاغته الحسرة قبل الكلمات، وتجرع مكتبه مرارة إعلان خبر التأجيل لكل من كان يترقب الدورة الجديدة، التي تم الإعلان عن برنامجها المفصل، وتضمن ضيوفا كبارا مثل الفنان اللبناني مارسيل خليفة، وضيوفا من المغرب من شتى التخصصات، جاء بالأثر النافع، وتحركت وزارة الثقافة ومعها جهة فاس مكناس، التي تقع قرية «بني عمار» ضمن نطاق نفوذها الترابي، وكان الوعد أن يخصص للمهرجان دعمٌ يليق بصيته وشهرته وأساسا بهدفه، وهو نفض الغبار عن منطقة من الأرياف تعيش على هامش يوميات المدن الحداثية.
محمد بلمو، مدير المهرجان في تصريح لـ «القدس العربي»، قال إن قرار التأجيل كان إيجابيا، ولم يترك مسافة التساؤل تبتعد أكثر من اللازم، ليوضح أن وزارة الثقافة استفسرت عن دواعي التأجيل، وأكدت له أنها ستضاعف مبلغ الدعم في موعده الجديد.
ولم تتوقف بشائر الوعود عند هذا الحد، بل دخلت جهة فاس مكناس على الخط، وتلقى مدير مهرجان «بني عمار» ما يفيد بأنه تم الإقرار بحق هذه التظاهرة في الدعم، على أساس تقديم الملف في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
الوعود المبشرة مستقبلا، لا يمكنها أن تمحو خيبة الأمل، التي أصيب به سكان المنطقة أولا ومعهم مكتب الجمعية المنظمة للمهرجان، وثانيا عموم المتتبعين من مختلف التخصصات، والذين منوا النفس بدورة تعيد إليهم بريق مهرجان تألق من خلال فقراته الثقافية والفنية والفكرية، كما اشتهر بكرنفاله ذائع الصيت المخصص للحمير.
بيان التأجيل الذي تلقت «القدس العربي» نسخة منه، أفاد أنه «على بعد أيام قليلة عن موعد المهرجان المعلن ما بين 11 و13 الشهر الجاري، وبعد تقييم آخر الاتصالات والمستجدات، تبين أن هناك جهات تستمر في تهميش المهرجان، وحرمانه من حقه الطبيعي والمشروع في الدعم، رغم أنه ينظم فوق ترابها، كمجلس جهة فاس مكناس، ومجلس عمالة مكناس والمجلس الإقليمي».
مكتب الجمعية في بيانه، اعتبر ذلك تكريسا «لنوع من التمييز المرفوض في حق مهرجاننا القروي يتكرر طيلة سنوات». وأضاف البيان، أن مكتب الجمعية «وقف عند قيمة الدعم الذي خصصته وزارة الشباب والثقافة والتواصل مشكورة للدورة الجديدة، والذي لم يغط إلا 33 في المئة من متطلبات الدورة، ولم يستجب لتطلعات المنظمين وطبيعة برنامج الدورة وقيمة وتعدد وتنوع فقراته والمشاركين فيه، خصوصا أن الوزارة معنية بضمان استمرارية وانتظام المهرجان لكونها سبق أن سجلته تراثا وطنيا لا ماديا سنة 2018».
ولم يفت البيان الإشارة إلى «الظروف الصعبة التي تعيشها ساكنة القصبة بسبب الجفاف وهزالة محصول الزيتون هذا الموسم وانقطاع الماء الشروب في معظم ساعات اليوم».
وسطر مكتب الجمعية في بيانه أنه «يستغرب استمرار حرمان المهرجان من دعم المجالس المنتخبة (مجالس الجهة والعمالة ـ المحافظة ـ والاقليم) دون وجه حق، وفي تمييز صارخ وغير مبرر، مما يعطي الجمعية كامل الحق لطرق كل المسارات القانونية والمشروعة لرفع هذا الميز والحيف والظلم.».
كما «يأسف» مكتب الجمعية «لعدم كفاية المبلغ الذي حددته وزارة الشباب والثقافة والتواصل لدعم هذه الدورة، باعتبارها الوصية على حماية وضمان استمرارية المهرجان كتراث وطني لامادي»، وهو «يجعله مضطرا ومكرها مرة أخرى، الى تأجيل الدورة الـ 13 للمهرجان، من أجل توفير التمويل اللازم، وتلافي إعادة تجارب دورات سابقة، سجلت عجزا ماديا وديون عرقلت مسار المــهرجان».
المصدر: القدس العربي