تنظم في بلدة بني عمار في ضواحي مدينة زرهون وسط المغرب، كل سنة دورة جديدة
من مهرجان الحمير، أو ما يعرف ب”مهرجان فيستي باز ” والتي عرفت إقبالا
استثنائيا، والذي يشرف عليه سنويا الشاعر والإعلامي المغربي محمد بلمو.
وقال بلمو إن التظاهرة هي مهرجان ثقافي مختلف ومتنوع، نحتفي فيه بالحمار، ببساطة لأن هذا الكائن الوفي والخدوم والذكي يعيش معنا في منطقة جبلية ويلعب دورا أساسيا في حياة الناس واقتصادهم، وفي المقابل لا يتلقى منا في المغرب والوطن العربي إلا الإهانة والاحتقار والاستغلال المفرط فضلا عن الضرب والتعذيب والتجويع.
كما أضاف في تصريح لجردية القدس العربي أنه ”حتى النخبة تجعله سبة تتبادلها يوميا فيما بينها في البرلمانات والمنتديات وفي الشارع طبعا. هناك شبه كبير بين وضع الحمار هذا ووضع المواطن القروي، فهو أيضا يتعرض للاستغلال والتحقير والتهميش، لذلك نعتبر الاعتراف بالحمار ورد الاعتبار له هو اعتراف بنا كمواطنين قرويين. هذا يعني أن المهرجان كان يهدف إلى رد الاعتبار لقصبة بني عمار وسكانها والمنطقة القروية المحيطة، وجعله مناسبة سنوية للترافع من أجل تحقيق تنمية المنطقة ووقف نزيف الهجرة القروية وإنصاف السكان. لقد كانت إحدى غاياتنا من تنظيم المهرجان، فضلا عن تمكين السكان المحليين من حقهم في الثقافة والأدب والفن، هو إنعاش الدورة الاقتصادية بالقصبة وخلق الرواج المطلوب”.
وأكد الشاعر المغربي أن المهرجان رغم أنه أفقر وأشهر مهرجان في المغرب، قد حقق إشعاعا دوليا لم تحققه الكثير من المهرجانات رغم ما رصد لها من إمكانيات كبيرة، كما جلب لقصبة بني عمار العشرات من الكتاب والمبدعين والفرق المسرحية والغنائية ووسائل الإعلام والسياح المغاربة والأجانب، وساهم أيضا في تحقيق العديد من البنيات التحتية التي كانت القصبة محرومة منها، غير أن أهم الأهداف التي كنا نطمح إلى تحقيقها من خلاله، وأقصد التنمية الاقتصادية والاجتماعية لسكان القصبة والمنطقة وبالتالي وقف نزيف الهجرة، هي التي لم نتمكن من تحقيقها مما استلزم القيام بوقفة لإجراء عملية تقييم شامل.
وأضاف متحدثا عن الجوائز ”حصل على الجائزة العالمية للخيول عن النسخة 11 التي نظمناها سنة 2013 من جنيف، وصادف ذلك اتخاذنا لقرار تأجيل المهرجان مرة أخرى ليس فقط لهزالة الدعم، ولكن من أجل بلورة مشروع تنموي لصالح السكان يكون المهرجان قاطرته ومحركه، حيث استمرت اجتماعاتنا طيلة سنوات لتقييم التجربة وبلورة ذلك المشروع الذي أصبح جاهزا، للتعريف به والترافع حوله انطلاقا من دورة هذه السنة التي سننظمها في توقيت المهرجان خلال العشرة أيام الأخيرة من جويلية المقبل.